(بقلم / باسم البغدادي)
الانسانية : تلك النزعة الموجهة إلى التعاطف والاحساس الإنساني بالآخر ومواساته في ألمه،
وهي أشرف رابط بشري، وتعكس مدى سمو المجتمعات وقد أسقطت من خارطتها اللون والمذهب والبلد،
وما نشاهده اليوم من خلال اعياد واحتفالات رأس السنة الميلادية وبذخ الاموال والرقص في
الشوراع وبالخصوص في العراق الذي يأن من جراحه وجراح اهله بين مشرد ومهجر وقتيل
ويتيم وارملة لم تجد مأوى ليأويها وعيالها من برد الشتاء وحر الصيف وكم من عائلة
نازحة لا تجد ما يسد رمق جوعها وكم من بيت تهدم على ساكنيه وكم من قرى يُذبح أهلها
في العراق ويومياً تنزف دماً عبقا بدون ذنب بينما نجد من العراقيين يحتفلون
ويرقصون في الشوراع على جثث وجماجم اخوتهم
ويصرفون الاموال الطائلة بينما هناك من يحتاجها ويتلهف لصرفها على عياله
من جوع وملبس ومسكن .
وهنا يأتي السؤال الى الاخوة المسيحيين لو كان المسيح
(عليه السلام ) ماذا يكون موقفه من النازحين والمهجرين والارامل واليتامى هل سيرقص
ويحتفل ويبذخ الاموال لملذاته ام انه سينظر الى تلك الثلة المظلومةالمنتهكة حقوقها ونفس السؤال على الاخوة المسلمين لو كان
النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) موجوداً هل سيفعل كما تفعلون اليوم وتنسون
اخوتكم في الانسانية ؟؟؟
وهنا اقول لم يلفت انتباهي في العالم اجمع سوى موقف
انساني من رجل الانسانية والسلام المرجع العراقي العربي الصرخي الحسني في بيانه
الموسوم (اعياد الميلاد
ومحنة المهجّرين والنازحين.) حيث نجد معنى الانسانية والاحساس بألم
الاخرين في العالم اجمع وبكل طوائفه ومعتقداته جاء فيه ...
((لا يوجد مشروعية
لذلك ، ومَن شاء فعل ذلك بمسوغ شرعي يعتقد واهما صحته فانه يجب عليه شرعا وأخلاقا بذل
الاموال في سبيل التخفيف والافراج عن المظلومين والمستضعفين من المهجرين والنازحين
والمختطفين والمعتقلين وعوائلهم وعوائل الشهداء والفقراء والارامل واليتامى في العراق
وبلاد الاسلام وباقي البلدان .))
رابط البيان
واخيرا مانقول ليس من مصدر تشائم او بؤس ولكن هذا الواقع
الموجود في بلداننا فيجب علينا ان نحكم عقولنا وننتصر الى انسانيتنا قبل كل شئ
لنفرح ربنا اولاً وأنبياءنا ورسلنا لأنهم ارسلوا بأسم الانسانية وللأنسانية اجمع
حيث نجدهم يتألمون لألم الانسان ويسهرون ويجهدون انفسهم ليوفروا لهَ العيش السعيد
اليس الاولى بنا ان نسير على خطاهم وهنا يتكرر السؤال (أين الأنسانية ...من أعياد رأس السنة الميلادية
؟؟))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق