بقلم / باسم البغدادي
التقية مفهوم ومصطلح تم ذكره في اكثر من سورة في القرأن ومنها مثلاً قوله تعالى { مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَـكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } حيث يستعمل هذا المصطلح في موارد عديدة ومنفعة الدين اساسها واولها وما فعله الامام الحسين (عليه السلام ) عندما توجه لكربلاء بعياله وكان يتيقن انه مقتول وحرمه وعياله مسبية , ومن هذا نستخلص ان التقية لها مواضعها اذا كانت التقية مضرة بالدين فهنا تسقط , طبعاً هنا نتكلم عن المذهب الشيعي واما المذهب السني عندما تقرأ في كتبهم تجدها زاخرة بها , فالتقية التي يعتقدون بها هي العمل بخلاف ما تعلن لخوف من سلطان جائر او لمضرة على اهلك ومالك , بينما نجد ابن تيمية ومن يسير على خطه من ائمة الاقصاء يرفضون هذا ويعدونه من النفاق ؟؟ ويحرمونه على عامة الناس البسطاء والضعفاء ويحللونه على قادتهم وزعمائهم ومماليكهم الذين يعتقدون بهم وما كشفته كتبهم تبين مدى تناقضهم واقصائهم للناس وقتلهم لسبب هم يعملون به , ومثال على عملهم بالتقية انهم يتكلمون بأسم المذهب السني وهم في الحقيقة يكفرونهم ويقتلونهم ويفجرونهم ؟!.
وبخصوص التقية والعمل بها من الفكر الاقصائي الداعشي وتحريمها على غيرهم كشف لنا المحقق المرجع الصرخي في محاضرته (29) من بحثه ( وقفات مع ... توحيد التيمية الجسمي الأسطوري ) من تاريخ الكامل لابن الاثير مدى نفاق وتناقض المنهج التيمي الداعشي جاء فيها ...
((ابن الاثير في الكامل10/(163): ثم دخلت سنة خمس وتسعين وخمسمائة(595هـ)]: [ذِكْرُ رَحِيلِ عَسْكَرِ الْمَلِكِ الْعَادِلِ عَنْ مَارْدِينَ]: قال(ابن الأثير):
1ـ فِي هَذِهِ السَّنَةِ زَالَ الْحِصَارُ عَنْ مَارْدِينَ، وَرَحَلَ عَسْكَرُ الْمَلِكِ الْعَادِلِ عَنْهَا مَعَ وَلَدِهِ الْمَلِكِ الْكَامِلِ .
2ـ وَسَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ الْمَلِكَ الْعَادِلَ لَمَّا حَصَرَ مَارْدِينَ عَظُمَ ذَلِكَ عَلَى نُورِ الدِّينِ صَاحِبِ الْمَوْصِلِ، ((هذا من ضمن الصراع بين الزنكيّين المماليك والأيوبيّين مماليك الماليك)) وَغَيْرِهِ مِنْ مُلُوكِ دِيَارِ بَكْرٍ وَالْجَزِيرَةِ، وَخَافُوا إِنْ مَلَكَهَا أَنْ لَا يُبْقِيَ عَلَيْهِمْ، إِلَّا أَنَّ الْعَجْزَ عَنْ مَنْعِهِ حَمَلَهُمْ عَلَى طَاعَتِهِ، ((هذا تطبيق من تطبيقات التقيّة، يا بن تيميّة، هذه تقيّة شيعيّة أو سنيّة أو داعشيّة أو تيميّة؟ فهؤلاء الحكام والسلاطين مع ما عندهم من قوّة وسطوة وعساكر، ينتهجون ويسلكون مسلك التقيّة، فكيف العزل والمساكين من سواد الناس، من أين لك هذا يا بن تيمية تسمح وتجيز بالتقية للسلاطين؛ أصحاب القوّة والبأس ولا تسمح للمساكين والمستضعفين من الشيعة والسنة فتكفّرهم لسلوكهم طريق الشرع في التقيّة للحفاظ على النفس والعرض والمال))
للأستماع للمحاضرة كاملة
البثُ المباشرُ :: المحاضرة التاسعة والعشرين "وَقَفات مع.... تَوْحيد التَيْمِيّة الجِسْمي الأسطوري"
https://www.youtube.com/watch?v=_xyswQOJrIY
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق