بقلم / باسم البغدادي
انطلاقا من المنظور الاسلامي للحرية بشقيها العملي والفكري، كان الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله) ينظر الى حرية الانسان وفق هذا المنظار الذي يأبى الضغط على انسان لكي يحدد فكره في اتجاه معين، فالانسان في الحقيقة واستناداً الى حريته هو سيد الاختيار، وهو الذي يتعاطى مع الفكر مثلما يرى ويفهم ويقتنع، ومن ثم يتخذ القرار الذي يراه في صالحه عن قناعة فردية وايمان لا يتكون بقوة السيف او الضغوط الاخرى. هكذا هو الاسلام في حقيقة الامر، ينظر الى الفكر رؤية مقدسة لا يجوز المساس بها او التجاوز عليها، وهذا هو منهج الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، حيث التأكيد على ان حرية الفكر خط احمر بالنسبة للاسلام.
ومن هذا المنظور الاسلامي تطرق المحقق الكبير العراقي العربي الصرخي الحسني في محاضرته التاسعة من بحثه الموسوم (السيستاني ما قبل المهد الى ما بعد اللحد) بتاريخ 26 آب 2016 الموافق 22 ذي القعدة 1437 .) حيث بين فيها تعامل الرسول مع خالد ابن الوليد رغم انه يعرفه جيدا انه يبغض علي بن ابي طالب في وقتها جاء فيها ...
((بالرغم من علم النبي ببغض خالد بن الوليد لعلي بن أبي طالب عليه السلام، مع هذا فقط أمّر النبي خالدًا على الجيش وأرسله لغزوة وفي غزوة ولفتح من الفتوحات الإسلامية، إذًا: من يأخذ على الخليفة الأول أو على الخليفة الثاني لتأميره خالدًا، ليأخذ على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في تأميره لخالد. التفت جيدا: إذًا لا يوجد ملازمة، يوجد هدف، يوجد غاية ، يوجد سياسة ظاهرية، تعامل ظاهري، يوجد عمل وآثار وتطبيقات، يوجد مصلحة عامّة، يوجد نظام عام، يوجد حكومة وسلطة وقانون عام، ويوجد قضايا واقعية، هذا القانون العام هذه الحكومة العامة، هذه الِسلطِة العامّة، هذا السلوك العام يمكن أن يخالف الواقع بل يوجد فيه ما يخالف الواقع، لكن مع هذا وحفاظًا على السياق العام، حفاظًا على المصلحة العامّة، حفاظًا على المصالح العّامة، حفاظًا على التوجه العام حفاظًا على الأرواح والأموال والأعراض، حفاظًا على سير الأمور الاجتماعية والضبط الاجتماعي بالتعامل وفي التعامل مع الظاهر ومع الظواهر، وترك المعتقد إلى أن يشاء الله، إلى حكم الله، إلى أن نكون بين يدي الله، فهل كفّر النبي خالدًا لبغضه علي؟ هل عزله لبغضه علي؟ هل سبّه وطعن به ولعنه لبغضه علي؟ "
واضاف المرجع الصرخي " أقول: إذًا لا يوجد ملازمة بين موقف، بين معتقد عن إنسان، وبين أن يكون التعامل مع هذا الشخص مع هذا الإنسان حسب السلوك الخارجي والضابط الخارجي والقانون الخارجي، التفت جيدًا، إذًا أول من أسس عندنا الحرية الفكرية التي يتباها ويفتخر به الغرب، هذه أُسست في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، على يد النبي، إذًا يعتقد بشيء ولا يوجد تكفير كما يفعل الآن التكفيريون السنّة والتكفيريون الشيعة، هؤلاء يكفّرون وهؤلاء يكفّرون، هؤلاء يبيحون الدماء وهؤلاء يبيحون الدماء بدعاوى باطلة فارغة، إذًا هذا القائد خالد بن الوليد يبغض عليًّا حسب هذه الرواية، ويعلم النبي ببغضه علي ومع هذا أمّر خالدًا، سلّم القيادة لخالد، إذًا هل يصح أن نعترض على الخليفة الأول أو الثاني في تأميره خالدًا؟ لا يمكن أن يحصل هذا؟ لا يمكن أن نعترض بهذا الاعتراض، وتوجد شواهد تاريخية كثيرة حتى في خلافة وحكومة أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام، أيضًا أمّر بعض الأشخاص، وأيضًا هم كانوا من مبغضي علي، بل اشترك وقَبِلَ باشتراك الخوارج معه في المعركة وهو يعلم بمعتقدهم وبانحرافهم، وبسلوكهم المخالف لضرورات الدين وثوابت الدين ومبادئ الدين، مع هذا تعامل معهم حسب الظاهر، حسب السلوك، حسب المصلحة العامة، حسب النظام العام، حسب الأمن العام للدولة والمسلمين، حتى بدأ شرهم ينتشر وصاروا يقطعون الطرق ويقتلون الناس ويمثّلون بالجثث، عند هذا تصدّى لهم أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام، أمّا على المعتقد على الفكرة فلا يوجد إجبار، لا يوجد قتل، لا يوجد تطهير عرقي، لا يوجد تهجير، لا يوجد إباحة للدماء والأموال والأعراض، لا يوجد ما يسمّى بالحاضنة، فأين السيستاني من هذه المبادئ والأخلاق النبوية وأخلاق أهل البيت وسلوك أهل البيت عليهم الصلاة والسلام؟!! هذا هو منهج علي فأين أنت من منهج علي؟!! ما أبعد السيستاني عن منهج علي وسلوك علي وأدب علي وأخلاقيات علي؟!!"))
للأطلاع اكثر الاستماع للمحاضرة كاملاً
https://soundcloud.com/alsrkhyalhasa...tani-history-9
انطلاقا من المنظور الاسلامي للحرية بشقيها العملي والفكري، كان الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله) ينظر الى حرية الانسان وفق هذا المنظار الذي يأبى الضغط على انسان لكي يحدد فكره في اتجاه معين، فالانسان في الحقيقة واستناداً الى حريته هو سيد الاختيار، وهو الذي يتعاطى مع الفكر مثلما يرى ويفهم ويقتنع، ومن ثم يتخذ القرار الذي يراه في صالحه عن قناعة فردية وايمان لا يتكون بقوة السيف او الضغوط الاخرى. هكذا هو الاسلام في حقيقة الامر، ينظر الى الفكر رؤية مقدسة لا يجوز المساس بها او التجاوز عليها، وهذا هو منهج الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، حيث التأكيد على ان حرية الفكر خط احمر بالنسبة للاسلام.
ومن هذا المنظور الاسلامي تطرق المحقق الكبير العراقي العربي الصرخي الحسني في محاضرته التاسعة من بحثه الموسوم (السيستاني ما قبل المهد الى ما بعد اللحد) بتاريخ 26 آب 2016 الموافق 22 ذي القعدة 1437 .) حيث بين فيها تعامل الرسول مع خالد ابن الوليد رغم انه يعرفه جيدا انه يبغض علي بن ابي طالب في وقتها جاء فيها ...
((بالرغم من علم النبي ببغض خالد بن الوليد لعلي بن أبي طالب عليه السلام، مع هذا فقط أمّر النبي خالدًا على الجيش وأرسله لغزوة وفي غزوة ولفتح من الفتوحات الإسلامية، إذًا: من يأخذ على الخليفة الأول أو على الخليفة الثاني لتأميره خالدًا، ليأخذ على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في تأميره لخالد. التفت جيدا: إذًا لا يوجد ملازمة، يوجد هدف، يوجد غاية ، يوجد سياسة ظاهرية، تعامل ظاهري، يوجد عمل وآثار وتطبيقات، يوجد مصلحة عامّة، يوجد نظام عام، يوجد حكومة وسلطة وقانون عام، ويوجد قضايا واقعية، هذا القانون العام هذه الحكومة العامة، هذه الِسلطِة العامّة، هذا السلوك العام يمكن أن يخالف الواقع بل يوجد فيه ما يخالف الواقع، لكن مع هذا وحفاظًا على السياق العام، حفاظًا على المصلحة العامّة، حفاظًا على المصالح العّامة، حفاظًا على التوجه العام حفاظًا على الأرواح والأموال والأعراض، حفاظًا على سير الأمور الاجتماعية والضبط الاجتماعي بالتعامل وفي التعامل مع الظاهر ومع الظواهر، وترك المعتقد إلى أن يشاء الله، إلى حكم الله، إلى أن نكون بين يدي الله، فهل كفّر النبي خالدًا لبغضه علي؟ هل عزله لبغضه علي؟ هل سبّه وطعن به ولعنه لبغضه علي؟ "
واضاف المرجع الصرخي " أقول: إذًا لا يوجد ملازمة بين موقف، بين معتقد عن إنسان، وبين أن يكون التعامل مع هذا الشخص مع هذا الإنسان حسب السلوك الخارجي والضابط الخارجي والقانون الخارجي، التفت جيدًا، إذًا أول من أسس عندنا الحرية الفكرية التي يتباها ويفتخر به الغرب، هذه أُسست في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، على يد النبي، إذًا يعتقد بشيء ولا يوجد تكفير كما يفعل الآن التكفيريون السنّة والتكفيريون الشيعة، هؤلاء يكفّرون وهؤلاء يكفّرون، هؤلاء يبيحون الدماء وهؤلاء يبيحون الدماء بدعاوى باطلة فارغة، إذًا هذا القائد خالد بن الوليد يبغض عليًّا حسب هذه الرواية، ويعلم النبي ببغضه علي ومع هذا أمّر خالدًا، سلّم القيادة لخالد، إذًا هل يصح أن نعترض على الخليفة الأول أو الثاني في تأميره خالدًا؟ لا يمكن أن يحصل هذا؟ لا يمكن أن نعترض بهذا الاعتراض، وتوجد شواهد تاريخية كثيرة حتى في خلافة وحكومة أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام، أيضًا أمّر بعض الأشخاص، وأيضًا هم كانوا من مبغضي علي، بل اشترك وقَبِلَ باشتراك الخوارج معه في المعركة وهو يعلم بمعتقدهم وبانحرافهم، وبسلوكهم المخالف لضرورات الدين وثوابت الدين ومبادئ الدين، مع هذا تعامل معهم حسب الظاهر، حسب السلوك، حسب المصلحة العامة، حسب النظام العام، حسب الأمن العام للدولة والمسلمين، حتى بدأ شرهم ينتشر وصاروا يقطعون الطرق ويقتلون الناس ويمثّلون بالجثث، عند هذا تصدّى لهم أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام، أمّا على المعتقد على الفكرة فلا يوجد إجبار، لا يوجد قتل، لا يوجد تطهير عرقي، لا يوجد تهجير، لا يوجد إباحة للدماء والأموال والأعراض، لا يوجد ما يسمّى بالحاضنة، فأين السيستاني من هذه المبادئ والأخلاق النبوية وأخلاق أهل البيت وسلوك أهل البيت عليهم الصلاة والسلام؟!! هذا هو منهج علي فأين أنت من منهج علي؟!! ما أبعد السيستاني عن منهج علي وسلوك علي وأدب علي وأخلاقيات علي؟!!"))
للأطلاع اكثر الاستماع للمحاضرة كاملاً
https://soundcloud.com/alsrkhyalhasa...tani-history-9
كل انسان شريف يفتخر بمحاضرات السيد الصرخي الحسني لأنها تطرح المواضيع بأسلوب علمي فكري بمنهج وتحليل موضوعي معتدل بعيدا عن منهج السب والشتم والاعتداء على معتقدات الآخرين وهذا هو الأسلوب الذي اتبعه أئمة الهدى في مناظراتهم ومناقشاتهم مع علماء المذاهب الأخرى.
ردحذف