بقلم / باسم البغدادي
ان التحجر الفكري هو اساس التخلف والتلاشي الحضاري والزوال للقيم الانسانية في اي مجتمع هو ان نتوقف عن التفكير عن التطور عن الاستمرارية التأملية والتفاعل مع النفس ومع الآخر ومع الكون ,لأنه عمل شاق مضني يحتاج لجهد وتركيز وبحث وتأمل , ان الاسلام لم يحارب العلم بل جاء ليس فقط مبشرا به بل أكد عليه والزم به وحث على طلبه ولو كان في (الصين) في حقبة يعد من العجب ان يغادر المسلم مضارب خيام قبيلته ولسعة فضاء انفتاح الاسلام وتسامحه الزم بهضم كافة الثقافات والفلسفات (الحكمة ضالة المؤمن يأخذها انى وجدها)، كذلك لم يكن ضد الحضارات وكان يدعو الى الحوار بالحكمة والموعظة الحسنة والعفو والسماحة حتى الاحترام مع الاعداء المشركين حيث جعل عبادتهم للأوثان (دين) قال تعالى: (لكم دينكم ولى دين) وهنا جاء الاسلام ليحررالعقل لا يحجره ويلغيه لا يجعل من يخالفه في الدين او المذهب او العقيدة كافر ويجب اباحة دمه وعرضه وماله .
هنا نلاحظ ان بعض التيارات الاسلامية قد فرضت على اتباعها القبول بما تقوله وتكتبه دون الرجوع للعقل والتفكير والتدبر في ذلك القول والفعل وكما يشاع بينهم (يأخذها مسلمة منهم ) فما نلاحظه في منهج ابن تيمية والسيستاني التطابق في الافعال التي اتى ضررها على الاسلام من خلال تكفير المقابل واستباحة دمه ونهب ماله وقتله والتمثيل بجثته بل جعله انجس من اليهود مما اصبح الاسلام بسبب مغالاتهم وحقدهم وتعصبهم دين قتل والغاء الاخر .
وما تطرق اليه المحقق الكبير السيد الصرخي في محاضرته التاسعة من بحثه الموسوم (السيستاني ماقبل المهد الى مابعد اللحد) حيث نوه الى تطابق فكر ومنهج السيستاني مع منهج وفكر ابن تيمية في الغاء الاخر وتكفيره وقتله واستباحة دمه جاء فيها ...
((أن منهج السيستاني يطابق منهج ابن تيمية في التحجر الفكري والغاء العقل وتكفير المقابل، واباحة دمه وماله وعرضه والتهمة جاهزة كالناصبي والتكفيري، والداعشي، وأيضًا البعثي والرافضي والشيعي والسبئي والمجوسي واليهودي وغير ذلك، وغير مسموح أبدًا التفكير والتعقّل في الأمور، بل عليك أن تتبعهم كالأنعام والبهائم، والتصديق بأنّه منهج هداية وسبيل رشاد، على المنهج الفرعوني في الدكتاتورية والاستبداد الفكري.
قال تعالى: يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلا سَبِيلَ الرَّشَادِ.))
للأطلاع على المحاضرة كاملة
https://soundcloud.com/alsrkhyalhasa...tani-history-9
وختاماً نقول ان الخطر الذي حذرنا منه القرآن هو اليوم متجسد ومتمثل في التحجر للعقل الاسلامي الجمعي , وهنا لا بد من قيام حركة رسالية تجديدية اصلاحية لإعادة احياء الفريضة المغيبة والتي كانت بمثابة الركن الامين للدين وهي فريضة التفكير والنظر , عملية التفكير هي ظل القران وهي روح الاسلام وهي جوهر الانسان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق