السبت، 16 مارس 2019

الصدران الشهيدان بلغا.. والصرخي يؤكد البلاغ ثالثًا

بقلم/ باسم البغدادي
إن الله بحكمته وعطفه وعطائه ومَنه وحنانه, لم يترك الإنسان غنيمة الشيطان وأبالسته من يشد عضده من بعض البشر, دون تبليغ وتذكير مستمر, ومن خلقه للخلقية, لم تنفك تبليغاته ورسله, مرة تجدها عن طريق نبي أو عبد صالح, ومرة أخرى تجدها عن طريق الملائكة, مرة تتجدد بالأولياء الصالحين أمثال آل بيت محمد المعصومين-صلوات الله عليهم أجمعين-, وأخرى تجدها عن طريق مرجع ألهمه الله علمه وحكمته, ليكون بارعًا حكيمًا في قيادة العالم, ومن حكمة الله في كتابه أنه يرسل الرسل بلسان قومهم ومن بينهم لتكون الحجة تامة وبالغة قال في كتابه العزيز سورة آل عمران 164(لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ) وقال أيضاً في سورة الأعراف 34 (يَا بَنِي آَدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ).

ومن محاسن المذهب الشيعي أنهم وعلى طول الأزمان لم ينفك عنهم التبليغ والتوجيه والقائد, فتجد أن أئمتنا المعصومون, قد عملوا وهيئوا الأمة على إطاعة المرجع وفوضوا بعض أتباعهم من العلماء للإفتاء ووجهوا الناس ليأخذوا منهم ووصفوا لنا القيادة النائبة في وقت الغيبة, عن الإمام الصادق-عليه السلام-قال (ما ولت أمة أمرها رجلاً قط وفيهم من هو أعلم منه إلا لم يزل أمرهم سفالاً حتـى يرجعوا إلى ما تركوا) (بحار الانوار ج10 / باب9 / ص134) وعنه-عليه السلام- قال ((من دعا الناس إلى نفسه وفيهم من هو أعلم منه فهو مبتدع ضال)تحف العقول ص175, وقد أعطى الإمام الصادق-عليه السلام-القاعدة التي يسير عليها الشيعة بقوله ((نحن مع الدليل حيث ما مال نميل)وقال(لاتسألوا عن الصغيرة والكبير واسألوا عن الدليل)وقد تترجمت تلك الأحاديث إلى سلوك في حياة علمأنا المجاهدين الذين وصفهم الرسول بأنهم دوماً في خطر كما جاء عنه-صلى الله عليه وآله وسلم- حيث قال(العلماء هالكون إلا العاملون والعاملون هالكون إلا المخلصون والمخلصون دوماً في خطر)وهذه تصلح أيضاً لمعيار بين الحق و الباطل,وكلكم شاهدتم الواقع الخارجي مما جرى على السيد الشهيد محمد باقر الصدر و السيد الشهيد الثاني-قدس الله أرواحهم الزكية- وتعاون بعض العلماء مع الحكام الظالمين,,,والساكت عن الحق شيطان أخرس كذلك الساكت عن ظلم الناس وظلم الحق الذي تجسد في شخص الشهيدين العظيمين آنذاك.

لماذا نصبوا لهم العداء من قبل الحوزة نفسها لأنهم عملوا بتكليفهم ولم يخرجوا على الدائرة التي جعلها أئمتنا-عليهم السلام- وصنفت في كتاب عقائد المظفر التي يدرس عنها طلاب الحوزات في المقدمات, وهي أن المرجع الأعلم الجامع للشرائط هو القائد في وقت الغيبة, حيث تجد الصدران قد بلغوا وجاهدوا بالتبليغ , حتى تضرجوا بالدماء, ولم ينتهِ تبليغهم ولم يترك الله الأرض بدون مبلغ حتى أرسل ثالث للأمة فكان طرحه واضح من خلال بحوثه الرصينة عالية الدقة حيث تجها قد أخرست العقول والألسن, فلم يصدر من المتصدين للزعامة المزيفين سوى السب والطعن والاتهام والتشويش مستعينين بجهال القوم والمستأكلين من أئمة المنابر, حيث كان المُبَلغ الثالث وهو المرجع المحقق السيد الصرخي شامخا, كالشجرة المثمرة ترمى بالحجر وتعطي أطيب الثمار من علم ونصيحة وانقاذا للمجتمع وتنبيهه المستمر من الفاسدين وأئمة الضلال الخونة, فحقًا كان المُبَلغ الثالث الأمين, الذي سيحتج الله والإمام الخاتم على الأمة به, لما عاناه من التبليغ الذي لم يكل يوم أو يمل فيه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق