الأربعاء، 12 يونيو 2019

هل المهدي موجود وغائب .. ام انه سيولد في اخر الزمان

بقلم/ باسم البغدادي
ان قضية المهدي والمصلح في اخر الزمان لا خلاف فيها, ليس في الدين الاسلامي فقط ولكن جميع الديانات السماوية تعتقد وتبشر ان هناك منقذ في اخر الزمان, ينقذ البشرية من البلاء الذي يصيبها بسبب ابتعادها عن الخط الالهي, الذي رسمه لهم الانبياء والرسل الذين بعثوا الى قومهم في كل حقبة او عصر من الزمن, ورغم تعدد الاعتقادات بهذا المصلح, ولكن الفكرة واحدة انه لابد منه في اخر الزمان ليخلص الناس من الظلم والطغيان وائمة الضلال, الذين عاثوا في الارض الفساد, فحرفوا ودلسوا ليبعدوا الناس عن الهدف المنشود لجميع الرسل, وهو التوحيد الحقيقي الصادق لله _سبحانه_.
وما نريد ان نقوله هنا وهو هدف هذه الكلمات, بخصوص اعتقاد بعض المسلمين في قضية المهدي (عليه السلام) ليست الجوهرية, ولكن بعض تفاصيلها, ومنها مثلا هل هو موجود ولكن غائب, او انه سيولد في اخر الزمان؟, واكثر هذا اللغط تجده عند المنهج التيمي بما يعتقدون به , بسبب ما وصلهم في الصحاح, ومن الناحية العلمية الشرعية, نجد احد المحققين الأسلاميين قد خاض في هذا المضمار, من خلال سلسلة بحوث عقائدية اسمها((الدولة..المارقة…في عصر الظهور …منذعهد الرسول”صلى الله عليه وآله وسلّم) قال المحقق في محاضرته (4) بخصوص وجود المهدي على الارض, ولكن بحكمة الهية تم حجبه عن الناس.. قال المحقق
((((قال الله مولانا: وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158) وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (159) سورة النساء.
أقول: التفت إلى هذه النكتة، لماذا بقي ويبقى عيسى “عليه السلام” ؟ هذا قانون إلهي وبسببه ومن أجله غاب، ولم يُقتل، وشُبّه، ورُفع عيسى، فما هو القانون؟ القانون الإلهي يقول: “وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ”، إذًا تحتاج إلى إمام زمان يكون حجّة عليك وهو حيٌ موجود حتى لو كان غائبًا، مسردبًا، في الغار، حتى لو رُفع أو كان تحت الأرض، تحتاج إلى إمام حي، تُبايعه وتواليه ، توالي عيسى، وتؤمن به قبل موته، قبل موت عيسى، قبل موت المهدي، يكون حجّة عليك فيكون عيسى في يوم القيامة شهيدًا عليك، ويكون الإمام المهدي شهيدًا عليك، هذا قانون إلهي، هذا وعد صادق أن يبقى الإمام حيًّا، لا بدّ من وجود الإمام الحيّ في كل عصر، في كل زمان، في كل مكان، في كل أوان، حتى يتحقّق هذا القانون الإلهي ما هو الفرق؟ القانون الإلهي واحد ينطبق على اليهود وعلى المسيح وعلى المسلمين، “وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا” إذًا الشهادة يوم القيامة ما هو شرطها؟ أن يحصل الإيمان بالشاهد والشهيد في حياته، تؤمن بالإمام في حياته، تؤمن بالنبي في حياته، فيشهد لك يوم القيامة))انتهى كلام المحقق.
وختاماً نقول على العالم اجمع ومنهم المسلمون ان يعوا حقيقة الامام المهدي _عليه السلام_وانه مخلصهم, ورافع راية التوحيد الاسلامي الخالص لله _تعالى_, فيجب ان تتصافى القلوب وتنشد ذلك الغائب ليعم الخير والامان على المعمورة بأجمعها, ليكون لنا الفخر ولأجيالنا اننا نصرنا ومهدنا لخروج ذلك المصلح الالهي المؤيد والمنصور من قبل الله, ولكن الله يريد ان نغير ما بأنفسنا ليتغير لنا وضعنا, قال تعالى (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ).


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق