السبت، 24 أغسطس 2019

تعريف العدالة وأهمية استعمالها في مواضع أخرى.. من فكر المرجع المعلم

بقلم/ باسم البغدادي
في ظل مجتمع يسوده, الحقد والكره والنفاق, والخيانة, والنفس الأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي, فقدت الناس الثقة بالحاكم ورجل الدين المزيف بسبب ما يرونه من تغليب المصالح الشخصية على المصالح العامة, فقامت الناس تبحث عن العدالة لكثرت تعريفها وبأساليب مختلفة ومنها ما يحلونه لصالحهم لبرروا سرقاتهم وفسادهم بحجة نصرة المذهب أو الطائفة أو القومية.
ولكن المنهج الإلهي حرص على تقديم العادل للقيادة واختاره من بين عباده ليكون هو الموجه لكل الناس بما يمتلكه من عدالة, ولهذا تجد العدالة ضرورية, في النبي المرسل والإمام الوصي ومرجع التقليد ومن يؤم المسلمين, لتكون الناس على اطمئنان من دينهم وفعلهم وتعاملهم وما يتعلق بمعيشتهم.
وفي سؤال شرعي قدم للمرجع السيد الصرخي بخصوص العدالة وتعريفها ومواضع استعمالها, من مجموعة استفتاءات وأحكام طبقَ فتاوى سماحة المرجع الأعلى السيد الصرخي الحسني- دام ظله- كان رده مفصلا قال المرجع..
((العدالة
سماحة المرجع الأعلى السيد الصرخي الحسني- دام ظله-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
ما هو تعريف العدالة في نظركم وكيف يمكن معرفتها؟
بِسْمِهِ تَعَالَى:العدالةُ: عبارةٌ عَن الاستقامةِ عَلى شَرْعِ الإسلامِ وطريقتِهِ بِشَرْطِ أن تَكونَ هذهِ الاستقامةُ طَبيعةٌ ثابتةٌ للعادِلِ كَالعادَةِ، وبِعبارةٍ أُخرى: هيَ التي يُعصَمُ الإنسانُ بِها، عَن المَزالِقِ والانحِرافاتِ، في جادّةِ الشريعةِ المقدَّسةِ ويَسلُكُ فيها السلوكَ المُستَقيمَ الطبيعِيَّ، ولا فَرْقَ مِن هذهِ الجهةِ بَينَ تَرْكِ الذنْبِ الكبيرِ والصغيرِ، ولا بَينَ فِعْلِ الواجبِ وغَيرِهِ مادامَ الإذْعانُ والاستِسْلامُ رُكْنـًا مِن أركانِ الطاعةِ لِأمْرِ الله تَعالى ونَهْيِهِ.
قالَ تَعالى: {وَأَلَّوْ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ}، سورة الجن/16.
وقالَ تَعالى: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ}، سورة هود/112.
والعدالةُ شَرْطٌ أساسِيٌّ في مَواضِعَ شَرْعِيَّةٍ مُتَعَدِّدَةٍ مِنها: المَرجِـعيَّةُ العُليا لِلتقليدِ، والوِلايةِ العامَّةِ على المُسلمينَ، القَضاءُ، إمامَةُ صَلاةِ الجَماعةِ، إقامَةُ الشهادةِ، الشهادةُ على الطلاقِ وغيرِها.
والعدالةُ في الجميعِ بِمعنى الاستقامَةِ على الشَّرْعِ، وهذهِ الاستقامَةُ تَستندُ إلى طَبيعةٍ ثابتةٍ في الإنسانِ المُستقيمِ، وكُلّما كانَت المسؤوليّةُ أكبرَ وأوسعَ كانَت العدالةُ في مَن يَتحمَّلُها بِحاجةٍ إلى رُسوخٍ أشدَّ وأكْمَلَ في طبيعةِ الاستقامَةِ لِكَيْ يُعصَمُ بِها مِن الانحرافِ والمَزالِقِ.
وتُعْرَفُ العَدالةُ بِطُرُقٍ:
الأوّل: بِالحِسِّ والمُمارَسَةِ.
الثاني: شهادةُ عادِلَيْنِ بِها.
الثالث: حُسْنُ الظاهرِ والسيرَةُ الحَسَنَةُ بَينَ الناسِ؛ أَيْ: يَكونُ مَعروفـًا عِندَهُم بالاستقامةِ والصلاحِ والتدَيُّنِ وإنْ لَمْ يُفِدْ الوثوقَ والاطمئنانَ.
الرابع: وتُعرَفُ العدالةُ أيضـًا بِشهادةِ الثقَةِ، وهوَ الشخصُ المعروفُ بِصدقِ اللهجةِ والتحَرُّجِ عَن الكذبِ، حَتّى لَوْ لَمْ يكُنْ عادِلًا ومُلتزِمـًا دينيّـًا في كُلِّ سُلوكِهِ، ويُمكنُ القَوْلُ أنَّ كُلَّ عادِلٍ ثِقَةٌ وليسَ كُلُّ ثِقَةٍ عادِلًا.)) انتهى الاستفتاء.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق