السبت، 5 ديسمبر 2015

الحسين ثورة إصلاح ...لاثورة بكاء ونياح

(بقلم / باسم البغدادي)
لم يفجر الإمام الحسين (ع) ثورته الكبرى أشراً، ولا بطراً ، ولا ظالماً، ولا مفسداً - حسبما يقول - وإنما انطلق ليؤسس معالم الإصلاح في البلاد، ويحقق العدل الإجتماعي بين الناس، ويقضي على أسباب النكسة الأليمة التي مني بها المسلمون في ظل الحكم الأموي الذي الحق بهم الهزيمة والعار.
" من رأى سلطاناً جائراً مستحلاً لحرم الله ناكثاً لعهد الله، مخالفاً لسنة رسول الله (ص ) يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يغير عليه بقول ولا فعل كان حقاً على الله أن يدخله مدخله " .
وما أكثر الجور وتسلط الفاسدين في الأرض التي دفن فيها الحسين والمحيطون بقبره قد رأى الشعب منهم الويلات والدمار والقتل والترويع وهو ساكت خانع مطيع إلى ائمة الضلال السد المنيع الذي يتكل عليه الفاسدين وصمام أمانهم فعليكم ياشعب العراق يامن تدعون أنكم أنصار الحسين وتسيرون على نهجه وخطه أن تهبّوا لنصرة شعبكم ورفع المعاناة عنه وعن إخوتكم النازحين والمهجرين الذين يتلوعون في العراء والخيم الخاوية من برد قارص وأمطار وحر وجوع بزيادة زخم التظاهرات السلمية الوطنية عليكم أيها الشرفاء من بلدي العراق أن تطالبوا بحماية دولية لهم تضمن لهم الرجوع الى أهلهم وديارهم بعيدين عن محوري الشر أميركا وإيران المتنازعان على أرضنا بمليشياتهم القاتلة وفرق الموت المجرمة المتمثلة بداعش وأخواتها .
فعلينا إخوتي العراقيين الشرفاء التمعن بكلام المرجع العراقي العربي السيد الصرخي الحسني في بيانه الموسوم (ثورة الحسين ...من أجل الأرامل واليتامى والفقراء والنازحين والمهجرين ...) وأخذه منهج لنا ينير دروبنا لنعرف واجبنا تجاه وطننا ومعاناة أهلنا النازحين والمهجرين المظلومين وكل المحرومين ...
((ـ ويجب على كل من يريد أن يواسي الإمام الحسين (عليه السلام) بالجهد والمال فعليه أن يفعل ما فعله الحسين وضحى من أجله وما سيفعله (عليه السلام) لو كان الآن معنا ، فإنه سيكون مع الإصلاح في أمة الإسلام فسيكون مع المهجّرين والنازحين والمتضررين المستضعفين ، ومع الأرامل واليتامى وعوائل الشهداء ، ومع المرضى والفقراء وكل المحتاجين ، فإنه (عليه السلام) سيواسيهم ويعطيهم كل ما يملك ويقدر عليه ، واعلموا وتيقنوا أن الحسين لا حاجة له بزيارتكم ولا بمسيركم إلى كربلاء ولا بطعامكم ولا أموالكم ، بينما الجياع والعراة والمرضى والأيتام والمهجرون والنازحون أمامكم وأنتم تتفرجون عليهم ولاتهتمّون لامورهم ولا ترفعون الظلم والضيم عنهم وحتى إنكم لا تخففّون عنهم ، ومن لم يهتم لأمور المسلمين فليس منهم))
للاطلاع على البيان كاملاً


وأخيرا نقول من يريد أن ينصر الحسين فأن نصرته بالمطالبة بحقوقه التي سلبها حكام الجور والضلال ورفع صوته عاليا منددا فاضحا لكل سارق فاسد واتباع خطواته في إصلاح الأمة وتغيير مسارها نحو الرفاه والأمان وليس المسير واللطم والبكاء والطبخ ... الحسين يريد ثمار العمل عيش الناس برفاه وسلام لاذل وخنوع وترفع شعاره (هيهات منا الذلة ) وبذلك الإنحراف عن ثورته هو قتل لها لأن الحسين ثورة إصلاح لاثورة بكاء ونياح .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق