الجمعة، 9 سبتمبر 2016

المرجع الصرخي .. نحترم رأي ابن تيمية ونتبرأ من قوله

بقلم / باسم البغدادي
إن من أدب الاختلاف أن نحترم رأي الآخر ونتقبل طرح الآخر لا لأنه يوافقنا أو يقترب من مفهومنا، وإنما لأنه يخالفنا وفي الاختلاف إغناء وتعدد ورغبة في الاستزادة والتغيير وأيضاً لأنه احترام لفكر آخر ورؤية أخرى وثقافة مختلفة. ولكن ليس بالضرورة عندما احترم رأيك انني اتقبل ما تقول فلي الحق ان اتبرأ من ذلك القول ان كان مخالف للشرع او العقل او الحكمة ومن آداب ان لا اتقبل رأيك الذي يفقد الصواب ان أجادلك بالحسنى فأن الإسلام كدين نزل من السماء هو آخر الأديان وبالتالي هو يواكب كل زمان وكل مكان ،وإذا أخذنا بهذا المنطق العقلاني فإن معنى هذا أن نرتقي بهذا الدين دون المساس بثوابته وتطبيقاً لأحكامه
.
لاكما يسير عليه ابن تيمية واتباعه على إلغاء الأخر وتصفيته واباحة دمه بحجه انه يخالفني الرأي او الطائفة ولا كما يقوم به السيستاني واتباعه في العراق بتصفية من يخالفهم الرأي ولا يقول بعصمة السيستاني ويعبده وما حدث على المرجع العراقي العربي السيد الصرخي في كربلاء خير شاهد ودليل على تطابق الفكر الأموي التيمي والفكر السيستاني الدموي في الغاء وقتل وتهميش من يخالفهم الرأي وإباحة دمه وماله وهدم بيته وقتل من يواليه او سجنهم وتعذيبهم .
ولكن هناك الفكر المحمدي الأصيل لابد له من ابراز الاسلام الصحيح ليصل للمسلمين بل للعالم أجمع حتى تصبح الصورة الصحيحة الكاملة عن الاسلام ومنهجه والمجادلة بالحسنى واحترام الرأي الاخر معتمداً المنهج القرآني الواضح الجلي الذي يقول (لكم دينكم ولي دين ) وفي زماننا هذا تمثل الفكر القرآني المحمدي الاصيل بالمحقق الكبير السيد الصرخي حيث نراه في محاضرته العاشرة من بحثه الموسوم (السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد) يبين المنهج الصحيح في المجادلة بالحسنى مع من يخالفه الرأي بقوله ..
(نحن في الوقت الذي نحترم فيه رأي ابن تيمية وشيعته، لكننا نتبرّأ مما يقولون، ونشفق عليهم، ولهم رأيهم ولنا رأينا ونبقى في طور ونطاق النقاش والحوار العلميّ الشرعيّ الأخلاقيّ، فلا تكفير ولا فحش وسوء خلق ولا تقتيل وسفك دماء ولا إباحة أموال وأعراض.)
للاستماع للمحاضرة كاملة
https://www.youtube.com/watch?v=EDO70pbwrng
وختاما نقول اذا بقينا على أن لا أحد منا يحترم الآخر، أو يعترف بحقه في الاختلاف، فمنطق "من ليس معي فهو ضدي" يزرع الضغينة بين الناس ويفرض الرأي بالقوة، ويجبر الجميع على أن يتحولوا إلى قطيع بلا رأى أو رؤية 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق