الجمعة، 6 يناير 2017

الخلافة الإلهيّة اصلاحٌ وحقنٌ للدماء.. لاقتل وتفخيخ يا دواعش

انّ درجات كمال الإنسان الكامل ومقاماته من ناحية الموهبة والكسب ليست متساوية، لأن بعضها يحصل فقط عن طريق الهبة الإلهية ولا يأتي عن طريق الإكتساب ابدآ كالنبوّة التشريعية والرسالية والإمامة حسب قوله تعالى: {الله أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ}, ,نستنتج من هذا ان الخلافة الإلهية هي جعل إلهي بحت ولايمكن الجدال فيه بدليل قوله تعالى (الله اعلم حيث يجعل رسالته) لأن الله سبحانه وتعالى هو أعلم بالمصلحة ومقتضياتها ومطّلع على سرائر الإنسان, ولم يجعل الخلافة الإلهية من إختيار البشر لأنه لايعرف المصلحة بطبيعة الحال فضلا عن تداخل العواطف والميولات ووساوس الشيطان في ذلك.
ما قلناه أعلاه هو توضيح موجز للخلافة الإلهية الذي هو يخالف لما علِمناه من المنهج التيمي الداعشي حيث أنهم ينصّبون الخليفة حسب آرائهم وأهوائهم وميولاتهم وشهواتهم ومصالحهم كما نصّبوا الأمويين والمروانيين من بني أمية رغم معرفة المسلمين بهم أنهم شاربي خمر وزناة، ويدّعون أنهم خلفاء الله ورسوله في الارض، وكما نراهم اليوم قد نصّبوا خليفتهم الداعشي الإرهابي المدعو ابو بكر البغدادي.
ويدعم ذلك ما بيّنه المحقق الكبير المرجع الصرخي في محاضرته الرابعة عشرة من بحث (الدولة.. المارقة.. في عصر الظهور.. منذ عهد الرسول) حيث بيّن فيها ان التنصيب الإلهي للخلفاء فيه حكمة لم يدركها الملائكة المقربين فكيف بالانسان.. قال فيها:
((ب ـ ثم قال(ابن كثير): {{إذ لو كان ذلك لما حَسُن(حَسَنَ) قول الملائكة: { أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء} ، فإنهم أرادوا أن من هذا الجنس من يفعل ذلك، ..وقول الملائكة هذا ليس على وجه الاعتراض على اللّه، ولا على وجه الحسد لبني آدم كما قد يتوهّمه بعض المفسرين، وقد وصفهم اللّه تعالى بأنهم لا يسبقونه بالقول؛ أي لا يسألونه شيئاً لم يأذن لهم فيه، وههنا لمّا أعلمهم بأنه سيخلق في الأرض خلقاً، وقد تقدم إليهم أنهم يفسدون فيها، فقالوا: { أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء} ؟ الآية. وإنما هو سؤال استعلام واستكشاف عن الحكمة في ذلك، يقولون: يا ربنا ما الحكمة في خلق هؤلاء، مع أنّ منهم من يفسد في الأرض ويسفك الدماء؟ فإن كان المراد عبادتَك فنحن نسبِّح بحمدك ونقدِّس لك؛ أي نصلّي لك ولا يصدر منا شيء من ذلك..؟
وأضاف المحقق الصرخي الحسني ان الله تعالى يعلم المصلحة من خلق الخليفة: (قال اللّه تعالى مجيباً لهم عن هذا السؤال: {إنّي أعلم ما لا تعلمون} ، أي إنّي أعلم من المصلحة الراجحة في خلق هذا الصنف على المفاسد التي ذكرتموها ما لا تعلمون أنتم، (فإذا كانت الملائكة التي لا تسبق الله بالقول شخصت التشخيص الخاطئ، استفهمت عم أمر لا تعلم به، فأين العقل؟ أين النورانية؟ أين الصدق؟ أين الواقع من الملائكة؟ أين القول الإلهي من الملائكة؟ وهل يقارن هذا مع بني الإنسان؟!! )
للأطلاع اكثر من المصدر
http://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?t=469267
للأستماع للمحاضرة كاملة
المحاضرة الرابعة عشرة " الدولة.. المارقة ... في عصر الظهور ... منذ عهد الرسول"
https://www.youtube.com/watch?v=xBsVT3NoibA&t=1253s


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق