السبت، 15 أكتوبر 2016

المنهج الأموي التيمي .. يتهم الرسول بمحاولة الانتحار ؟!

بقلم / باسم البغدادي
لا تزال سهام أعداء الإسلام تتوالى للطعن في هذا الدين ، مستخدمين في ذلك طرقاً شتّى وأساليب مختلفة ، فتارة يوجهون سهامهم للتشكيك في القرآن الكريم من خلال تفسيره على مزاجهم وما ينفع تدليسهم ، وتارة يحاولون النيل من شخصية الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، قاصدين بذلك الانتقاص من حقه ، والإقلال من قدره ,واليوم نقف مع الشبهة التي أثارها المنهج الأموي ونقلها بعض المحققين في كتبهم ومنهم البخاري في حقه (صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وحاصلها اتهامه بمحاولة الانتحار في العهد المكي ، في فترة انقطاع الوحي وفتوره بعد اللقاء الأول بينه وبين جبريل عليه السلام , ولو تأملنا جيداً في هذه القصة الملفقة على رسول السلام والإنسانية لوجدناها مخالفة لما ينشده النبي في دينه من حفظ كرامة الإنسان والحفاظ على نفسه لأنها أمانة الله عند الإنسان ومع أن ديننا الحنيف يحرم الانتحار وعقوبة فاعله في النار فكيف يقدم رسول الله على مخالفة شرع الله وهو المعصوم من الخطأ وهذا بأجماع المسلمين ما عدا التكفيريين أصحاب المنهج الأموي التيمي ,
وبخصوص هذا الاتهام الواضح الصارخ لرسول الإنسانية والعمل على التنقيص من شخصه الكريم ورسالته السمحاء وفتح الباب أمام المدلسين للولوج أكثر في تحريف الدين وتفسير القرأن على أهوائهم تصدى المحقق الكبير المرجع العراقي العربي السيد الصرخي في محاضرته السادسة عشرة من بحثه الموسوم (السيستاني ماقبل المهد إلى مابعد اللحد) ليدحض ادعاء المدعين ويبين زيفهم وتدليسهم جاء فيها ...
((البخاري... عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قَالَتْ: {{... ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ، وَفَتَرَ الْوَحْيُ، فَتْرَةً حَتَّى حَزِنَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله وسلّم)}}. (البخاري: التفسير: العَلَق) يظهر لكل قارئٍ ومستمعٍ أنّ الحديث مبتور، فما علاقة فتور الوحي بموت ورقة وعدم نصرِهِ نَصْرًا مؤزّرًا للرسول (عليه وآله الصلاة والسلام)، فإخراجُ قومِه له (عليه وعلى آله الصلاة والسلام) حصل بعد سنين طوال؟!! ثم ما علاقة ذلك بحُزنِ النبي الأمين (عليه وعلى آله الصلاة والتسليم)؟!! ويتضح الجواب من خلال الإطلاع على الرواية التي يرويها البخاري نفسه في كتاب التعبير: 3ــ التعبير: البخاري... قَالَ الزُّهْرِيُّ فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ عَنْ عَائِشَةَ (رضى الله عنها) أَنَّهَا قَالَتْ: {{... ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّىَ، وَفَتَرَ الْوَحْىُ فَتْرَةً حَتَّى حَزِنَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فِيمَا بَلَغَنَا حُزْناً غَدَا مِنْهُ مِرَاراً كَيْ يَتَرَدَّى مِنْ رؤوسِ شَوَاهِقِ الْجِبَالِ، فَكُلَّمَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ لِكَىْ يُلْقِىَ مِنْهُ نَفْسَهُ، تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا، فَيَسْكُنُ لِذَلِكَ جَأْشُهُ وَتَقِرُّ نَفْسُهُ فَيَرْجِعُ، فَإِذَا طَالَتْ عَلَيْهِ فَتْرَةُ الْوَحْىِ غَدَا لِمِثْلِ ذَلِكَ، فَإِذَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ( فَالِقُ الإِصْبَاحِ ) ضَوْءُ الشَّمْسِ بِالنَّهَارِ، وَضَوْءُ الْقَمَرِ بِاللَّيْلِ}}. البخاري: التعبير))
للإستماع للمحاضرة كاملة
https://www.youtube.com/watch?v=E6y8IcPwOsg
وختاماً نقول أن هذه الشبهة ليس لها أدنى حظ من النظر ، فلا هي ثابتة سنداً ، ولا هي صالحةٌ للطعن في من شهد له أعدائه قبل محبيه بسمو أخلاقه ورجاحة عقله وطهارة روحه فلماذا الأمويين والمنهج التكفيري التيمي يتمسك بها ويدافع عنها وما هو المغزى من التدليس والاتهام للرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم ).


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق