الأحد، 2 أكتوبر 2016

زيارة القبور بأمر الله .. فعلها مَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى

بقلم / باسم البغدادي
قد أجمع المسلمون قاطبة على أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ولاسيما خاتمهم محمد معصومون من الخطأ فيما يبلغونه عن الله عز وجل من أحكام . كما قال عز وجل : (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) فنبينا محمد معصوم في كل ما يبلغ عن الله من الشرائع قولاً وعملاً وتقريراً ، هذا لا نزاع فيه بين أهل العلم ، والكل يقربذلك ويذعن له , وكثيراً ما يردد التكفيريون أتباع المذهب التيمي أن الفصل بين كل أشكال في شريعة الله هي كتاب الله وسنة رسوله وهذا أيضاً من سلامة ديننا والتقوية له وعدم الوقوع في البدع التي تجتاح ديننا الحنيف , إذاً وبعد هذا الكلام أن التكفيريين مدعو التسنن يتهمون المسلمين ممن يزورون القبور للترحم على ساكنيها والدعاء والصلاة واستذكار أفعالهم الصالحة للإقتداء بها أنهم يعبدون القبور... بينما إذا رجعنا وكما يدعيه ويؤكد عليه من يتهم المسلمين بالبدعة إلى سنة الرسول نجد الرسول نفسه هو من فعل هذا وزار القبور وصلى ودعا فيها وناجاهم كأنهم أحياء ومنهم شهداء أحد وهذا ما أكدت عليه كتب الصحاح ومنها مسلم والبخاري مع أن الرسول ما ينطق عن الهوى ..... .
وما تطرق إليه المحقق الكبير العراقي العربي السيد الصرخي في محاضرته (ال 14) من بحثه الموسوم (السيستاني ماقبل المهد إلى مابعد اللحد) إلى من يتهم المسلمين بالبدعة ويكفرهم ويصفهم بعباد القبور لأنهم يزورون قبور أنبياء الله والصالحين والصلاة فيها وأثبت لهم أنها من سنة الرسول الأكرم ويجب الإقتداء بها وتطبيقها جاء في محاضرته ....
((حيث نقل المرجع مارواه البخاري مستدلاً بقوله : وقال البخاري: عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر قال: صلّى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على قتلى أحد بعد ثماني سنين كالمودّع للأحياء والأموات ثم طلع المنبر فقال )
وقبل أن يواصل المرجع نقل الرواية علق على الجزء الأول منها قائلاً : (هنا نحتاج إلى إشارة ونكتة مهمة جداً، كيف مرّت هذه على البخاري، هل لأنّ البخاري ليس على مبنى التكفيريين الدواعش منتهكي حرمات قبور الأولياء الصالحين والأنبياء والمرسلين وسافكي الدماء؟ البخاري ليس على خطّهم، البخاري قال: صلّى عليهم كالمودّع للأحياء والأموات، تعامل مع شهداء أحد كالأحياء، مسلم نقل: بأنّ رسول الله صعد المنبر كالمودّع للأحياء والأموات فقال: صعد المنبر كالمودّع للأحياء والأموات، بينما البخاري وهو أنسب في السياق قال: صلى على قتلى أحد بعد ثمان سنين كالمودّع للأحياء والأموات، ثم طلع المنبر، كيف تعامل مع شهداء أحد؟ النبي صلى الله عليه وآله وسلم الصادق الأمين لا ينطق عن الهوى إن هو إلّا وحي يوحى، هذا فعل النبي بأمر الله سبحانه وتعالى، أتى إلى شهداء أحد، تعامل مع شهداء أحد بعد ثمان سنين، صلّى عليهم كالمودّع للأحياء والأموات، هنيئًا لزوار الحسين، هنيئًا لزوار قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، هنيئًا لزوار قبور الأولياء الصالحين، هنيئًا لكم عندما تتعاملون معهم كما تعامل النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع شهداء أحد بعد ثمان سنين، بعد ثمانين عامًا بعد ثمانية آلاف عام، لا فرق في الأمر، قضيّة مشرعة، قضية ممضاة شرعًا، قضيّة فعلها النبي وبأمر الله سبحانه وتعالى، تعامل مع شهداء أحد كالمودّع للأحياء والأموات)
للأطلاع اكثر
https://www.youtube.com/watch?v=fnH-lVN6AK8

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق